الاسلام سؤال وجواب

أمسك عليك لسانك

الخميس، 29 نوفمبر 2012

أمسك عليك لسانك
الحمد لله القائل في أحكم التنزيل:
( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
فمما يتبادر إلى الأذهان
حين يرد عليها بوائق اللسان
قول رسول الله لمعاذ?
حين قال : يا نبي الله!
وإنا المؤاخذون بما نتكلم به؟!!
فقال صلى الله عليه وسلم :
ثكلتك أمك يا معاذ !
هل يكب الناس على وجوههم في النار
إلا حصائد ألسنتهم؟
فاللسان آلة الكلام..
الذي لا يمكن استرجاع بوادره
ولا يقدر على رد شوارده ..
فالإنسان سالم ما سكت فإذا تكلم فله
أو عليه كما قال صلوات ربي وسلامه عليه.
قال بعض العلماء:
من أعوز ما يتكلم به العاقل
ألا يتكلم إلا لحاجته أو لحجته
ولا يفكر إلا في عاقبته أو في آخرته
وقال بعض البلغاء:
إلزم الصمت فإنه يكسبك صفو المحبة
ويؤمنك سوء المغبة
ويلبسك ثوب الوقار
ويكفيك مؤنة الاعتذار .
قد ذكر بعض العلماء
أن أحد سموم القلب الأربعة
(فضول الكلام) وفي الحديث:
( أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان :
الفم والفرج)
وقال عقبة ابن عامر
يا رسول الله ما لنجاة ؟ قال:
( أمسك عليك لسانك
وليسعك بيتك وابك على خطيئتك(
وقد روي أن عمر رضي الله عنه
دخل على أبي بكر رضي الله عنه
فوجده يجذب لسانه بيده فقال عمر:
مه غفر الله لك!
فقال أبو بكر: هذا الذي أوردني الموارد.
قال الحسن :
ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه .
قال سهل :
من تكلم فيما لا يعنيه حرم الصدق.
ناهيك عن الغيبة والنميمة
والكلام الباطل الفاحش
ومنه الغناء والمراء والمدح
والسخرية وغير ذلك من الآفات
التي تصيب اللسان فتفسد عليه قلبه. اهـ
فحري بالعاقل أن يحترز من لسانه
بالإمساك عن الكلام أو الإقلال منه.
قال الحسن بن صالح :
" فتشتُ الورع فلم أجده في شيء أقل من اللسان"
السير(7/368(
ولا يفهم قارئ أني أدعو إلى التزام الصمت
وعدم الكلام ألبته فهذا أمر مكروه
لكن هو حفظ اللسان وصيانته
و محاسبة النفس قبل الكلام
والالتزام بفضائل الكلام وشروطه ..
ومن شروطه
- أن يكون لداع يدعو إليه
إما في اجتلاب نفع أو دفع ضر .
-أن يأتي به في موضعه
ويتوخى به إصابة فرصته .
- أن يقتصر منه على قدر حاجته ,
وفي ذلك قال بعض البلغاء:
الحصر خير من الهذر لأن الحصر
يضعف الحجة والهذر يتلف المهجة .
ومن جميل ما قيل في الصمت
قول بعض الحكماء:
إذا جالست الجهال فأنصت
وإذا جالست العلماء فأنصت
فإن في إنصاتك للجهال زيادة في الحلم
وفي إنصاتك للعلماء زيادة في العلم .
قال الهيثم بن صالح لابنه :
يا بني إذا أقللت من الكلام
أكثرت من الصواب فقال :
يا أبت , فإن أنا أكثرت وأكثرت ؟
يعني كلاما وصوابا فقال :
يا بني ما رأيت موعوظا
أحق بأن يكون واعظا منك.
ومن الشروط أيضاً:
أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به
فيتخير موجز اللفظ وأجمله
وروي عنه صلى الله عليه وسلم
أنه قال لعمه العباس يعجبني جمالك
قال: وما جمال الرجل يا رسول الله؟
قال : لسانه .
وقد نهى صلى الله عليه وسلم
عن قيل وقال وكثرة السؤال..
فهذه شروط الكلام متى أخل المتكلم
بشرط منها أخل بفضيلة ..
أما آداب الكلام :
فلا يحصيها مقال لكن سأذكر أهمها :
خفض الصوت قال عز من قائل :
(واغضض من صوتك
إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)
ومن آدابه البعد عن مستقبح القول
وحرامه قال تعالى:
( إن الله لا يحب الجهر بالسوء من القول (
ومن آدابه اجتناب أمثال العامة الغوغاء
و يتخصص بأمثال العلماء الأدباء
وذلك لأن الأمثال لها وقع في الأسماع
وتأثير في القلوب فيتخير أفضلها وأحسنها
ولا شك أن أمثال العلماء أفضل من أمثال العامة ..
المبالغة في الكلام والمدح منه خاصة
فهو أمر مذموم وفي الحديث
( إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم الحصباء(
أسأل الله العلي القدير أن يحفظ ألسنتنا
عما يغضب وجهه سبحانه
و أن يجعل كلامنا حجة لنا لا علينا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم

0 التعليقات:

أدعية

tv Quran

الرقية الشرعية الصوتية

أذكار الصباح والمساء

 
Design by: Searchopedia convertido para o Blogger por TNB
This template is brought to you by : allblogtools.com Blogger Templates