أرأيتم إلى هذا الرجل الغريب ؟ قالوها معا !
البعض قالها بنفس هامس ، والبعض الآخر بصوت عال !
ورجعوا بعد ذلك يسألون أنفسهم : ولماذا نحن متفقون على كونه غريب ؟
أجاب أحدهم : ربما لهيئته الغريبة ! وقال آخر : ربما لإندهاشه وحيرته بكل شيء حوله !
وأقترب آخرون من الحس الانساني قائلين : ربما لأن لديه من المعرفة والادراك ما لم يجده في تفاصيل الحياة !
وأقترح بعضهم خوض التجربة الإستطلاعية قائلين : لماذا لا نذهب إليه بأنفسنا ونسأله عن حاله ؟ وأتفقوا على هذا الرأي .
ذهبوا وأقتربوا منه ، وبعد التحية سألوه : ما أسمك يارجل؟ قال : ديوجين .
سألوه ثانية : وماذا تفعل في هذا الوقت ؟ أجابهم : أبحث عن إنسان !
تعجبوا كثيرا وذلك لأن هذه الإجابة تدخل الحيرة في المفهوم العادي لديهم عن الانسان ،
وتوقعهم في سلسلة من التساؤلات اللا متناهية على قدر ما أعتادوا من سذاجة في حياتهم .
سأله أحدهم : وما هذا السراج الذي تحمله ؟ أجاب : لأستعين به في بحثي عن نور الانسان !
بعدها نظر الجميع إلى بعضهم بحيرة أشد من ذي قبل ، وبصوت واحد : فعلا إنه غريب !
سأله آخر : ولكن يا ديوجين هل تطول رحلتك في البحث عن الانسان الذي تنشد؟
أجابه : ربما تطول وربما تقصر ، ولكن إذا وجدته فسوف أعلنها لكم !
نحزن عندما نعود لاصدقاء لنا نجدهم أجساد بلا روح